الخميس، 10 أبريل 2008

"المنصور" يتحدى "باب الحارة" بـ"أسرار العباسية"




رافق مراسل موقع "mbc.net" فريق العمل في مسلسل "أبو جعفر المنصور" بمواقع التصوير قرب قصر الحلابات بمدينة الأزرق شمال شرق العاصمة عمان، طوال الأيام الماضية بعدما لم يتبق من المسلسل سوى تصوير 300 مشهد من أصل ألف.
وأعرب القائمون على المسلسل -في حوارات مع "mbc.net"- عن ثقتهم في نجاحه عند العرض في شهر رمضان المقبل، بينما سجلت الفنانة الأردنية ناريمان عبد الكريم احتجاجها على تهميش دور المرأة في الأعمال التاريخية عموما، وفي هذا العمل خصوصا.
المسلسل كتبه المؤلف الأردني محمد البطوش، ومن إنتاج تلفزيون قطر، ويجري تصويره في لبنان وسوريا وأوزبكستان إضافة إلى الأردن، ويرى بطله عباس النوري أنه يقدم ما غفل عنه قراء التاريخ حول شخصية "أبو جعفر المنصور"، بينما يرفض مخرجه ومنتجه المنفذ وصفه بـ"المغامرة"، مشددا على أن تحفز الجمهور العربي لمتابعة دراما بعينها لا يعني تجميد الأعمال الأخرى حتى إشعار آخر، لأنه قد يُعرض على الشاشة ما هو أفضل مما ينتظرون.
هكذا بينما توجه مؤلفون إلى الاستعانة بأحداث تنافس "باب الحارة" في جزئه الثالث خلال رمضان المقبل، بعد تسجيل جزئه الثاني أعلى نسبة مشاهدة على شاشة "mbc". مضى المخرج التونسي شوقي الماجري والمنتج المنفذ طلال العواملة الرئيس التنفيذي للمركز العربي للسمعيات والبصريات، إلى استنهاض "أبو جعفر المنصور" مؤسس الدولة العباسية في دراما تلفزيونية.
من باب الحارة للحميمة
من قرية الحميمة في مدينة معان جنوب الأردن، مسقط رأس أبو جعفر المنصور، دفع المنتج طلال العواملة، بمخرج الاجتياح والأمين والمأمون شوقي الماجري، والنجم العربي السوري عباس النوري، من "باب الحارة" إلى هذه القرية ليسردا عبر الكاميرا، وفي دراما فنية سياسية اجتماعية أحداث "أول انقلاب سياسي" في التاريخ العربي الإسلامي.
وإلى جانب النوري بطل "حدوتة باب الحارة"، يشارك في هذا العمل نخبة من النجوم العرب والأردنيين أبرزهم محمد العبادي، عمار شلق، هاني الروماني، إياد نصار، منذر رياحنة، فايز قزق، جولييت عواد، جميل عواد، نبيل المشيني، عبير عيسى، عبد الكريم القواسمي، ناريمان عبد الكريم، سهيل جباعي، أنور خليل، شاكر جابر، وآخرون.
هذا الفريق الذي اختاره الماجري ليس وليد اليوم، بحسب ما صرح لموقع "mbc.net" وإنما تشكل مع الوقت، وتحديدا بعد مسلسلي الأمين والمأمون والاجتياح، وما يجعلني واثقا من نجاح العمل كما يقول "أنني أعرف كيف يفكر كل فنان في هذا العمل، ويعرفون كيف أفكر، فسهولة التواصل بين المخرج والفنان من أهم عناصر نجاح أي عمل درامي".
تاريخ المنصور والسبب الخفي
يرى عباس النوري بطل المسلسل أن سيرة "أبو جعفر المنصور" حفلت بالعديد من الوقائع والظروف غير الاعتيادية، وكان لا بد من تقديمها برؤية فنية تلتقط المفارقة والصدفة إلى جانب الضرورة والعمل الدؤوب، وكلها أمور اجتمعت بشكل مثير ومشوق في حياة أبو جعفر المنصور كإنسان وكرجل دولة من الطراز الرفيع.
وحينما رافق موقع "mbc.net" فريق العمل إلى موقع التصوير قرب قصر الحلابات في مدينة الأزرق شمال شرق العاصمة عمان 80 كم سألهم لماذا الآن أبو جعفر المنصور؟.
وعن السؤال أجاب الماجري "حينما نذكر التاريخ الإسلامي لا بد أن نذكر الدولة العباسية وصانعيها الأوائل وأبرزهم أبو جعفر المنصور الذي يعتبر مؤسسها الحقيقي وصانع مجدها وعزتها وباني عاصمتها بغداد التي ظلت خمسة قرون زينة الدنيا ومركز الحضارة وموئل الثقافة وعاصمة العالم".
ويضيف الماجري "القصة، قصة دولة وسلطة وبينهما تفاصيل اجتماعية دقيقة في حياة هذا الخليفة العباسي. إن شخصية أبو جعفر المنصور أثارتني وشدتني لما تشتمل عليه من تفاصيل درامية عنوانها الصراع الفظيع مع النفس، أضف إلى ذلك السلطة التي أثارت له بعض المشكلات مع عائلته.
يضيف "لعل أبرز ما التقطته في شخصية أبو جعفر المنصور، قدرته على معالجة انقسام المجتمع آنذاك بين عربي وفارسي، وبعض الحالات السياسية التي حولته إلى دكتاتور، والأهم كيف تمكن بفطنته وشجاعته ودهائه أن يكون سببا في إنهاء الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية، وبرغم أنه عاش 51 عاما فقط، إلا أنه تمكن من قلب التاريخ في 22 عاما".
وحول وجود إسقاط سياسي في هذه الدراما رد العواملة "بطبيعة الحال نلمس دوما توجها لتفسير الأعمال التاريخية بإحالتها على الواقع المعاصر. وهذا ربما حق المشاهد. غير أن ذلك لا يعني بحال من الأحوال القصدية المباشرة من قبل المنتجين، فصفحات التاريخ تتضمن مادة معرفية ودرامية تشكل بحد ذاتها إغراء كبيرا للدراما التلفزيونية.
وبمعنى أوضح، يقول "إن كانت في العمل التاريخي إسقاطات على الواقع المعاصر فهي تلقائية وموجودة بالأساس في وعي المشاهد الذي يقرأ التاريخ على ضوء افتراضات الحاضر، وعلى أية حال إن وجدت مثل هذه الإسقاطات فهي إسقاطات درامية وليست سياسية.
الفنان اللبناني عمار شلق الذي يؤدي دور آخر خلفاء الدولة الأموية- قال إن المسلسل لم يستحضر في هذه الدراما للتغني بالأمجاد بقدر أخذ العبرة، لا سيما أن التاريخ يعيد نفسه ولكن بأدوات وبيئات جديدة.
ويعتقد أن العمل سيلاقي نجاحا كبيرا لسبب مهم هو أن الفرد في عصر المعلوماتية أصبح يعتمد على البصر أكثر من السمع والقراءة، لذلك فالإنسان العربي سيكون متحفزا لقراءة تاريخه من خلال الدراما.
أما الفنان الأردني شاكر جابر -الذي يجسد شخصية عياظ بين مسلم- فيرى أن شخصية أبو جعفر المنصور موجودة في التاريخ المعاصر ولكنها مدفونة في الانكسارات التي يعيشها المواطن العربي، ويعتقد أن هذا العمل سيكون مهما، سيما وأنه تقوم عليه شركة إنتاج كبيرة ومخرج مبدع وكاتب مهم.
ويؤكد الفنان الأردني محمد العبادي أو عيسى بن موسى في هذه الدراما أن تركيز المخرج على اختيار أماكن التصوير كقلعة الكرك جنوب الأردن وغيرها من الأماكن التاريخية لأهميتها في جذب المشاهد إلى أجواء تلك الحقبة في القرن الثامن.
المرأة مظلومة حسب ناريمان
برغم ثقتها بنجاح المسلسل، سجلت الفنانة الأردنية ناريمان عبد الكريم -عبر mbc.net- احتجاجها على تهميش دور المرأة في الأعمال التاريخية.
وقالت إن أروى زوجة أبو جعفر المنصور، التي تؤدي دورها في هذا المسلسل؛ لم تحظ بأهمية توازي أهميتها كشخصية نسائية كان لها دور التأثير على السلطة وتعد من أهم الشخصيات النسائية في التاريخ، لاسيما وأنها اشتهرت في عقد زواجها على أبو جعفر بعدم الزواج من غيرها باستثناء الجواري.
فحصة أروى من مشاهد المسلسل الألف بلغت 65 مشهدا فقط، وكذلك الفنانة الأردنية المخضرمة عبير عيسى التي لم يتجاوز حجم مشاركتها في العمل عن 15 مشهدا في دور أم سلمة.
ويبدو أن احتجاج ناريمان خلال التصوير على تغييب المرأة من سيناريو العمل قد دفع المخرج شوقي الماجري إلى إعادة النظر في بعض المشاهد، وتسليط الضوء أكثر على الجانب الاجتماعي حتى تحجز هذه الدراما مكانها في مراتب متقدمة من حيث المشاهدة في الشهر الكريم.
رسالة "أبو جعفر المنصور"
في الختام فإن هذه الدراما التاريخية التي يراهن عليها فريق العمل بدءا من المنتج المنفذ والمخرج والفنانين بأن تحقق نجاحا باهرا، يأمل الجميع أن تصل رسالة أبو جعفر المنصور إلى كل محبي بغداد للحفاظ على عروبتها وإعادتها إلى مجدها وتاريخها الذي تعرض للنهب والسرقة حينما سقطت 2003، وعمت فيها الفوضى وغاب عنها الأمن والسلام


mbc.net

ليست هناك تعليقات: