لم يستطع الفنان محمد سعد الخروج من عباءة اللمبي بحركاته ورقصاته المبتذلة وطريقة كلامه البلهاء وأصابه الذعر لمجرد فكرة أن يقدم فيلما يعتمد فيه علي موهبته فقط.. الأمر الذي لم يحتمله فدخل في مشاكل كثيرة مع مخرج ونجوم فيلم "بوشكاش" لإصراره علي تقديم نفس مواقف وطريقة اللمبي الأمر الذي أدي إلي انسحاب مخرج العمل عمرو عرفة والنجم يوسف شعبان والذي قال ل "الجمهورية" "كنت سعيدا جدا بالعمل مع محمد سعد وقلت له لابد أن تغير من نفسك وبلاش اللمبي وحركاته بل إنني عندما كلمني المخرج قلت صعب أن أشارك سعد في فيلم وما هو دوري فيه خاصة وأنني لن أرقص وليس لي في المسخرة وقلت لسعد هذا الكلام لكنه أكد لي رغبته في تقديم شكل جديد قائلا عايز علي إيديك أقدم حاجة جديدة ولونا جديدا وتحمست له جدا لدرجة أنه أثناء التصوير الذي تم في "كوبا" كان يقول مش عايزك تتركني بعد هذا الفيلم خليك معايا نعمل سلسلة أفلام نقدمها معا".
وأنا كنت متعاطفا جدا معه حتي في أول ظهور له وبعد نجاح اللمبي عندما تهافتت عليه شركات الإنتاج وأخذ عرابين من هنا وهنا والكل كان عايز يحتكره ووقع في مأزق ومش عارف يعمل إيه خاصة بعد أن قدم الجميع ضده شكاوي في النقابة وكان مهددا بالحبس وجاء لي قلت له لا تخاف من أحد التهافت عليك معناه سيكون لك شأن ونصحته أن يبدأ مع المنتج الجاهز وكنت سعيدا بنجاحه لكنه حصر نفسه في شخصية واحدة وخاف أن يخرج منها. وأضاف شعبان معروف في العالم كله إن الكوميديان يعتمد علي "كاركتر" واحد لكن ذلك يجعل عمره الفني قصيرا وإذا لم يخرج من هذا الكاركتر يكتب نهايته بنفسه وأعتقد أن سعد بدأ في السقوط وكان عليه أن ينتبه لذلك لأن آخر إيرادات له لم تبشر بالخير وكان عليه أن يغير من نفسه وكان ذلك متوفرا له في "بوشكاش" الذي يعتمد علي كوميديا الموقف وذلك ما يستمر وكان الأمر يسير علي ما يرام أثناء التصوير في "كوبا" لكن يبدو أن سعد لم يصمد كثيرا فدخل في مشاكل مع المخرج وقام بتأليف مشاهد لنفسه بل إنه قال إذا لم أرقص الناس مش "هتيجي" طب ده كلام وبالتالي أنا انسحبت لأني مضيت الفيلم لثقتي في عمرو عرفة وفي السيناريو الذي قرأته لكن أمثل في سكة وسعد بيألف في سكة أخري آسف أنا افتكرت إن سعد ممثل وهيقدم فيلما يتكلم فيه بشكل طبيعي زينا وهو فعلا صعبان علي جدا لأنه ممثل دارس الفن في أكاديمية الفنون وفاهم يعني إيه دراما وشخصية وأنا افتكرت إنه "فاق" وعرف يعني إيه فن وكان نفسي نعمل فيلم كويس وللأسف يقال إنهم يبحثون عن مخرج آخر يستجيب لمطالبه وأعتقد أن أي مخرج عنده كرامة لن يقبل ذلك وأي فنان محترم لن يقبل ذلك وعليهم أن يتركوا سعد يؤلف ويغني ويخرج ويرقص ويمثل لوحده لعلنا نكسب "شارلي شابلن" آخر ولو علي أفهمه حتي لو أضربه لأنه فعلا صعبان علي لأنه يقضي علي مستقبله الفني وعيب ما يفعله لأن معه زملاء أحبوه وتفرغوا للعمل معه هو قال مش هاكمل الفيلم مع هذا المخرج هل يريد سعد أن يقدم لمبي 1 و2 ومائة وفي النهاية يقدم مسابقات عن اللمبي أول مرة في حياتي أري ذلك أعمل بالفن منذ 37 عاما ولم أعش تلك المهازل أنا مذهول ولن أعود للفيلم وأستعد لدخول مسلسل جديد هو "دموع في حضن الجبل" قصة حمدي يوسف ويشاركني بطولته أحمد عبدالعزيز ونيرمين الفقي وأجسد من خلاله دور الحاج عبدالجليل عمدة لإحدي قري الصعيد الذي تدور من خلاله الأحداث.
سحر صلاح الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق