الخميس، 10 أبريل 2008

مسلسل " جمال عبد الناصر سيكون ردا على مسلسل " الملك فاروق " .. ظواهر تلفزيونية جديدة




• من مسلسل «الملك فاروق»في الوقت الذي بدأ فيه في العاصمة البريطانية لندن، تصوير الجزء الثاني من مسلسل «الدالي» لنور الشريف من اخراج يوسف شرف الدين، تعود مرة ثانية الاصداء التي صاحبت عرض الجزء الاول من هذا المسلسل في رمضان الماضي، ومن اهمها ان كاتبه وليد يوسف قد استوحى احداثه من حياة المهندس الراحل عثمان احمد عثمان. احد الشخصيات الاقتصادية والسياسية المهمة التي كانت مقربة من الرئيس الراحل انور السادات، مما ادى اثناء عرض الجزء الأول من «الدالي» الى اثارة اعلامية صاحبته بين من يؤكد انه عن عثمان مؤسس شركة «المقاولون العرب» وعشرات الشركات الاخرى، وبين صُناع المسلسل، الكاتب، والمخرج، وبطل المسلسل، الذين نفوا عن عملهم هذه التهمة، وذلك على الرغم من وجود عناصر وملامح في المسلسل توحي بانه يقترب من عثمان احمد عثمان.ولان المسلسل صناعة مصرية، فانه يصبح امرا عاديا ان يثير كل هذه الضجة التي قامت حوله في وسائل الاعلام المصرية، لكن من المستغرب ان ترى بعض الاقلام، والآراء في الاعلام اللبناني ان المسلسل مستمد من حياة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، كشخصية سياسية ومالية واقتصادية مهمة ومرموقة. ليبدو لنا ان الدراما التلفزيونية يمكن ان تُقرأ وتثير جدلا. وليس ان تُشاهد فقط بهدف التسلية. بحيث يراها المتلقي من موقعه الثقافي والمعرفي فيعكسها على حالات تكون قريبة منه، او تشكل له اهتماما بامر ما، او بحدث معين، او شخصية محددة. بغض النظر عن موطن او جنسية هذا المتلقي، وهو امر يصب ايجابا في مصلحة الدراما التلفزيونية، اذا ما وظفت بشكل جيد وبصناعة متقنة لكي تثير مثل هذا الجدل خارج حدودها، لانها في هذه الحالة تلعب دورا مطلوبا في اثارة الاهتمام والحراك في مسيرة المجتمع العربي شديد التشابه في قضاياه ومشاكله وامانيه وتطلعاته. وايضا برموزه من الشخصيات التي تتبوأ المسؤولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.العرابوسواء أكان «الدالي» وكما رآه البعض عن هذه الشخصية او تلك، لكننا نراه في فكرته وبنيته الاساسية في الدراما التي تقوم احداثه عليها، نراه مستوحى ومستمدا من الفيلم الاميركي «العراب» في جزئه الاول. والذي تناول بشكل قاس عالم المافيا البشع وصراع العائلات والافراد فيه على السطوة والنفوذ والدفاع عن المصالح، والحصول عليها بالقوة وبالقتل بدم بارد، حيث المنافسة او المشاركة غير مسموح بها في هذا العالم الاجرامي.على انه ومهما يكن الامر في هذا المسلسل وما اثير حوله بين التأكيد والنفي عن الشخصية التي يقصدها، فاننا سنكون قريبا امام ظاهرة تلفزيونية جديدة، اذ يبدو ان الاعتراض والاحتجاج على هذا المسلسل او ذاك من الذي يتناول شخصيات عامة من مشاهير السياسة والفن والمجتمع والمطالبة بمنع عرضه بحجة انه يسيء الى الشخصيات التي يتناولها، لم تعد تجدي نفعا، فها هي الاخبار تشير الى ان هناك عملا تلفزيونيا يجري الاعداد لتصويره، ويحمل اسم «المعلم» ليكون ردا على مسلسل «الدالي»، و«المعلم» هو الصفة التي ارتبطت بشخصية عثمان احمد عثمان واشتهر بها.ويأتي هذا العمل بناء على رغبة مريدي المهندس الراحل، التي رأت في «الدالي» تشويها كبيرا لمسيرة حياته، ينبغي تصحيحها من خلال الدراما التلفزيونية، اي بنفس السلاح وليس بالكلام والاعتراض والاحتجاج.ظاهرة جديدةوما يؤكد اننا سنكون امام ظاهرة تلفزيونية جديدة، هو بالاضافة الى ان «المعلم» سيأتي ردا على «الدالي»، فان مسلسل «جمال عبدالناصر» الذي كتبه يسري الجندي، سيكون ردا على مسلسل «الملك فاروق»، كما ترى الآراء التي بدأت تظهر هنا وهناك في اجهزة الاعلام، وهي آراء رأت في مسلسل «الملك فاروق» ما يتعارض مع مبررات قيام الثورة الناصرية، وتجميلا متعمدا لشخصه وحياته، ولنظام الحكم الملكي، على انه وقبل ان يبدأ العمل في تصوير مسلسل «جمال عبدالناصر»، وما يمكن ان يثيره من جدل عند عرضه في رمضان المقبل. ها هو الكاتب محسن الجلاد يعلن عن انتهائه من كتابة مسلسل «السادات بطل الحرب والسلام». وفي حال تصوير وعرض هذين المسلسلين، والمؤشرات تؤكد ان «ناصر» سيكون الاسبق في الظهور على الشاشات، فان «السادات» سيكون تاليا له، بما يتيح لاصحاب المواقف والآراء القول، انه اذا كان المسلسل «الناصري» ردا على المسلسل «الفاروقي» فان المسلسل «الساداتي» سيكون ردا على المسلسل «الناصري».


القبس

ليست هناك تعليقات: